"يجب أن نعيش على أرضنا بثقافتنا وهويتنا"

ذكر كدر حسين عضو حركة الثقافة والفن وفرقة الشهيد خبات، مشاركتهم ضمن هذه العملية، بالانضمام إلى النفير العام، ولأنهم يقومون بأعمال فن الثورة يجب عليهم في هذا الوقت العصيب أن يتبنوا شعبهم.

قبل ثورة روج آفا كردستان، وخاصة مع ظهور حركة الحرية، كانت إحدى الأنشطة المهمة التي كانت تتم في ذلك الوقت هي الأنشطة الثقافية والفنية، وهناك بدأ العمل الثقافي بمجموعات صغيرة وانضم الشبيبة الكردية تدريجياً إلى هذه الأنشطة، كما أن من الأعمال المهمة التي كانت تشكل دائماً خطراً وتهديداً لنظام البعث، هو العمل الثقافي، لقد أراد نظام البعث دائماً أن يفرض سياسته الموحدة والأحادية الجانب على جميع الهياكل والأشخاص الموجودين، ولهذا السبب كان دائما يمنع المجموعات الثقافية والعاملين الذين اتخذوا في ذلك الوقت من خط الفن الثوري أساسا لأنفسهم مع حركة الحرية.

واستمر هذا الوضع حتى عام 2011، لكن مع اندلاع ثورة 19 تموز، كانت أولى المؤسسات التي طورت عملها مع الثورة هي مؤسسات الثقافة والفن. ورأت هذه المؤسسات في ذلك خطوة جديدة لبناء فن ثوري على خطى شهدائها في الفن وعلى أساس تحقيق آمالهم.

 

أحد الأشخاص الذين أخذوا مكانهم في العمل الثقافي والفني مع بداية ثورة 19 تموز هو كدر حسين، عضو حركة الثقافة والفن وأيضاً عضو ضمن فرقة الشهيد خبات للموسيقى.

وُلد كدر حسين عام 1989 في قرية شيتكا التابعة لناحية تربه سبية، فقد أنهى مرحلة الابتدائية في قرية شيتكا، ومن ثم أنهى مرحلة الإعدادية في قرية ديرونا آغي، كان كدر يعيش ضمن عائلة وطنية، فقد انضم آخاه إلى صفوف حركة الحرية عام 1988 وأُستشهد عام 1992.

تحدث كدر حسين عن مرحلة انضمامه للأنشطة الفنية لوكالة فرات للأنباء، وقال: "تعرفت عائلتي على حركة الحرية من عام 1980 وكانوا في خضم الأنشطة حتى بدء ثورة روج آفا، وعلى الرغم من كل العقبات والصعوبات التي كنا نواجهها من نظام البعث، إلا أن العاملين في ذلك الوقت ما زالوا مستمرين في الأنشطة، مع بداية ثورة 19 تموز،  انضممت إلى أنشطة الثقافة والفن، ومن ناحية  أخرى كنت أدرس اللغة الكردية، وعلى الرغم من هذه الأنشطة، كنت مشاركاً في وحدات الحماية الشعب أيضاً، لأن مع بداية الثورة شارك كل شخصٍ لأكثر من عملٍ ضمن المؤسسات وانتشروا ضمن المؤسسات حسب احتياجات الشعب".

لفت كدر الانتباه إلى بداية افتتاح مركز الثقافة والفن في ناحية تربه سبية وتابع قائلاً: "في البداية تم افتتاح مركز الدبكات للثقافة والفن باسم الشهيد هيزل في ناحية تربه سبية، ومن ثم تم تشكيل فرقة الشهيد خبات حيث استمر ذلك حتى عام 2014، ومع تأسيس الإدارة الذاتية ومؤسساتها، في عام 2014 أخذ معهد الثقافة والفن مكانه فيها، وعملوا ضمنها على أوسع نطاق، وعلى غرارها تم تأسيس جميع المجموعات الثقافية، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، لدينا أعمال كثيرة كفرقة الشهيد خبات، ومنذ بداية الثورة أقمنا حفلاتٍ كبيرة وأعمالاً على أوسع نطاق".

تحدث كدر حسين عن النفير العام، وذكر بأنه هو أيضاً شارك ضمن النفير العام، وتابع: "ففي الحرب الذي حصل على مناطق شمال وشرق سوريا في الآونة الأخيرة، واجه شعب مدينة عفرين الهجرة القسرية مرةً أخرى، لهذا السبب شاركت مع فرق استقبال المهجرين، مع الدعوة للنفير العام، شاركت في تشكيل كتيبة عسكرية في منطقة العنترية، نظراً لأن الفن ليس غناءٌ فقط، فقد انضممنا إلى هذه الثورة بروح الفن الثورية وشاركنا ضمنها بروح الشعب الثورية، لذا يستمر هذا العمل بهذا الروح".

نوه كدر إلى أنهم كحركة الثقافة والفن شاركوا ضمن القوافل التي تتجه إلى سد تشرين وما زالوا مستمرين في ذلك، وقال: "نحن كحركة الثقافة والفن شاركنا مع قوافل الشعب المتجهة، إلى سد تشرين، فالهدف من هذه المشاركة هي دعم ورفع من معنويات مقاتلين ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية، لأن هذا واجبٌ أخلاقي يقع على عاتق الجميع، من أجل ذلك، ندعو الفنانين الكرد أن يتبنوا روج آفا كردستان بأصواتهم وألحانهم في هذه الأوقات التاريخية من أجل الشعب والمقاتلين الذين يفدون بأرواحهم للدفاع عن أرضهم".

وقال كدر حسين في ختام حديثه: "كما قال كاوا العصر: "الاستسلام خيانة والمقاومة حياة"، يجب أن نعيش على أرضنا بثقافتنا وفننا، بلغتنا وهويتنا، ومن أجل ذلك يجب علينا أن نتبنى شعبنا ضد هذه الحروب والمخططات التي تنفذ على بلدنا، ففي هذه العملية يلعب الفنانون دوراً مهماً وكبيراً، لأن هذه القيم القديمة ستظهر في مثل هذه الأيام، من خلال الانضمام إلى العملية، إن اختلافنا عن بقية العالم هو أن الشعب والفنانين والمقاتلين الذين يقاتلون في خنادق الحرب اليوم، وسنهزم العدو معاً".